هل يجوز الصيام مع نزول إفرازات بنية بعد الدورة؟
نزول سائل بني بعد الدورة الشهرية
آراء المذاهب الفقهية
فقهاء الشافعية
اعتبر فقهاء الشافعيّة أن الإفرازات البُنيّة تعد حَيضاً سواء كانت في أوله أو في آخره، أو خالفت العادة أو وافقتها؛ مستندين إلى الحديث الذي ورد عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- “لا تَعجلنَ حتَّى ترَيْنَ القَصَّةَ البيضاءَ، تريدُ بذلك الطُّهرَ من الحيضِ”.
فقهاء الحنفية
اعتبر فقهاء الحنفية أن الإفرازات البُنيّة تعد حيضاً في أيّام الحيض فقط، ولكن خالفهم أبو يوسف بأنّ الكدرة الموجودة أوّل الحيض لا تُعَدّ حَيضاً، كما بين فقهاء الحنفية أنّ لدماء الحيض ستّة ألوانٍ، ألا وهي: الصُّفْرة، الكُدْرة، التُرْبِيَّة وتعد كدَرٌ بلون التّراب، السواد، الخُضرة، وأيضًا الحُمْرة.
فقهاء المالكية
وافق فقهاء المالكيّة رأي فقهاء الشافعيّة، حيث قالوا أنّ الإفرازات البُنّية حكمها كحُكم دم الحَيض؛ فإن كانت في وقت النفاس؛ فهي نفاس، وإن كانت في وقت الحَيض؛ فتعد حَيضًا، وإذا كانت في وقت الاستحاضة؛ فتعد استحاضة، مستندين بقول ذلك إلى الحديث الضعيف الذي رُوي عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: “كنَّا نعُدُّ الصُّفرَةَ، والكُدرةَ حيضًا” ولكن هذا الحديث ضعيف، كما أنّ الكدرة والصُّفرة صِفةٌ للدم كالحمرة والسواد.
فقهاء الحنابلة
قال فقهاء الحنابلة أنّ الإفرازات البُنيّة إن كانت في وقت الحَيض، فتُعَدّ حَيضاً؛ لِما ورد عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- “أنَّ النساءَ كُنَّ يُرسلنَ الدُّرَجَةِ فيها الشيءُ من الصُّفرةِ إلى عائشةَ فتقولُ: لا تَعْجَلْنَ حتى تَرَيْنَ القَصَّةَ البيضاءَ” وأن تلك التي تكون بعد الطُّهر من الحَيض لا تُعَدّ حَيضاً، ولا تُوجب ترك الصيام، ولا ترك الصلاة، ولا حتى الاغتسال عند انقطاعها؛ لقَوْل أمّ عطية: “كُنَّا لا نَعُدُّ الصُّفْرَةَ والكُدْرَةَ بعدَ الطُّهرِ شيئًا” كما أن تلك الإفرازات دخلت في عموم قَوْل الله: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى}(البقرة: 222).
مصدر المقال: صدي البلد
.
تعليقات